قراءة في فصول الأزمة اليمنية

بقلم: عبد الحفيظ عبد الحي *

الأزمة في القطر اليمني مستمرة وعاصفة الحزم تستمر والحلول شبه غائبة هذا هو عنوان الوضع في القطر اليمني ومافعله الحوثيون واتباع إيران في هذا القطر العربي
منذ تأسيس جماعة الحوثيين بداية تسعينيات القرن الماضي وطموحهم في تزايد بداية نشاط المجموعة كانت في محافظة صعدة ومن ثمة بدأت تتوسع إلى محافظات أخرى وكان لها طموح متنامٍ سياسي واستراتجي جغرافي إلى يومنا هذا··· وهو ما جعل هذه الجماعة تشكل جناحا سياسيا وعسكريا منضوٍ تحت مايسمى بأنصار الله وتشكل مليشيات مسلحة تثير بها الفوضى وتنفذ أجندات خارجية إيرانية أثرت بشكل رهيب على هذا القطر وجعلته يعيش حالة من الضعف على جميع الأصعدة نتيجة حالة الاستقرار من حين إلى آخر·
فأثناء فترة حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح خاض ضد هذه الجماعة أكثر من 6 حروب أفرزت اختلالا كبيرا على جميع المستويات، تدمير، قتلى وخسائر شتى لكن في كل مرة تقريبا كانت تنتهي الحروب بهدنة هشة تكتيكية تخدم الحوثيين أكثر بحكم ظروف المنطقة الصعبة التي اعتاد عليها الحوثيون وبحكم إمكانيات الجيش اليمني، هذه الظروف استغلها الحوثيون حتى يسترجعون أنفاسهم ويبدأون بإثارة نعرات ومشاكل انطلاقا من خلفية أشرت لها سابقا في بداية المقال·

صراع رهيب
هذه الأيام وفي هذه الحرب رأينا صراعا تكتيكيا رهيبا بداية بتحرك الجماعة في هذه الظروف بالذات، ظروف يمر بها الوطن العربي يعلمها الجميع وخاصة تلك الإقلمية لعل أبرزها تنامي الدور الإيراني الهدام في الوطن العربي وخاصة التقارب الإيراني الغربي والتنسيق غير المفهوم بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح في الوقت الذي تواجه الطرفان في أكثر من 6 حروب دفع اليمن الكثير فيها ولم تكسر شوكة الحوثيين· إن الحديث عن التنسيق بين علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين لم تفهم خيوطه بعد فهل هذا التقارب استراتجي؟ أم أنه عدو العدو صديق أي أنه مصلحي بحت ينهار في أقرب صدام بين الطرفين؟ وهذا الأخير أقربهم إلى الواقعية بحكم أن صالح تنحى بالمبادرة الخلجية وحكم اليمن نائبه الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي فلو نفترض ولو سامح الله سقطت الشرعية في اليمن فإن الأنظار ستوجه إلى جماعة علي عبد الله صالح الرئيس السابق وإلى جماعة الحوثيين، هذه الأخيرة يبقى مستبعد أن تحكم بحكم قلتها وبحكم نظرة اليمنين ونظرة العرب إليها وبحكم الأجندة الإيرانية المخزية وبحكم وضعها شبه غير المهيكل عدا مليشياتها التي تستقوى بها وتبقى بعيدة عن مستوى الحكم ولو وصلت فهل ستتفق مع صالح وتشركه في الحكم والعكس كذلك ؟؟ وهو ما يؤكد مرة أخرى استحالة استمرار التوافق المصلحي بينهم وبن صالح وفي حالة وصول الأخير للحكم كي سيتعامل مع الحوثيين ؟ وهل سيعبدون له الطريق للحكم ويتركونه بسلام اللهم إذا نال تزكية من إيران وتصبح موطئ قدم حقيقي للإيرانين مما يدل أن الصراع في اليمن يمني عربي إيراني بدرجة كبيرة
أن تدخل عاصفة الحزم في اليمن رغم المباركة الحذرة بسبب أمور كثيرة لعل أكبرها يستحيل أن تكون هذه الضربات لا تنعكس سلبا على اليمن أرضا وشعبا وخاصة البنية التحتية ربما زبسط الإيمان يتخذون الحوثيين من المدنيين دروعا بشرية ومن منازلهم قواعد تنكرية وهذا ما يحدث بالضبط زيادة على الحرب القائمة فهناك حرب نفسية وإعلامية تهدف إلى إحباط الجهود والمعنويات بغية إيقاف العاصفة وتكسيرها في وقت تكاد تنعدم مبادرات سياسية جادة بسبب رهانات حربية إستراتجية لعل أبرز تصوراتها وأهدافها إما الشرعية أو مواصلة العاصفة من قبل قوات التحالف العربي وإما هدنة بمعنى إيقاف العاصفة والتفاوض من طرف جماعة الحوثيين مع أفضلية عربية في المفاوضات وأقصد الشروط وهي أبرز المراهنات وأقربها لتحقيق سوى رهان التحالف أو رهان الحوثيين·
الأمة في القطر اليمني لم ولن تكن يوما منعزلة عن صراع إقليمي بين العرب والإيرانيين هذا المرض القديم المتجدد في الوطن العربي بدليل عشية انطلاق عمليات عاصفة الحزم رأينا تحركا إيرانيا كبيرا بحكم ذراعها الحوثي في اليمن لاحظنا محاولات تمويل بالسلاح وخطط لهدنة إنسانية وللأسف لم تكن يوما إنسانية وإنما غطاء تريد إيران أن تتمركز وتتموقع جيدا في الأزمة ليتسنى لحلفائها الحوثيين التفاوض والتحرك والضغط من مركز قوة ولما فشلت المساعي الإيرانية ولو حاليا رأينا تدخلا روسيا على خط الأزمة موسوم بموقف إيراني بحت بحكم وزن الأولى في هيئة الأمم المتحدة مما يدل على نية إيران وإصرارها على التدخل في الشأن العربي حتى تقحم الروس في الأزمة من دون التقليل من سياسة العملاق الروسي انطلاقا من وزنه وثقله على مسرح الأحداث الدولية، فإذا استمرت المساعي الروسية بجدية إيرانية فهل سيكون هذا خيبة عربية من روسيا موسومة برقم 2 بعد خيبة سوريا ··؟؟

حسابات
إن عاصفة الحزم بسلبياتها وممكن إيجابيتها أرى أنها تعيش وضعا أقل ما يقال عنه ليس بدينامكية الانطلاقة ربما بسبب الاتفاق الإيراني الغربي في مسألة البرنامج النووي الإيراني أو مايعرف بالاتفاق التاريخي، ففي الوقت الذي انطلقت فيه العاصفة من أرضية متينة من الناحية الدولية وخاصة من باب مجلس الأمن كغطاء شرعي حتى خرج هذالاتفاق الذي أخلط نوعا ما الحسابات لأن الغرب أصبح يرى إيران شريك سلام بدل نظرة سوداء سابقة، بل أصبح الموقف الدولي يحذر من صراع عربي إيراني بحجة أنه يدفع الأخيرة لامتلاك السلاح النووي وهو خلخلة فعلية في هذا الظرف بالذات لأن هذا دفاع وضوء أخضر لإيران لمواصلة عدائها للوطن العربي·
وعلى كل حال تبقى الأزمة مستمرة وحلول غائبة وتحرش إيراني مستمر بأقطارنا العربية في ظل الانفتاح الغربي على إيران
وتتحمل عاصفة الحزم كل مسؤولياتها أما أن تكسر وتضعف الحوثيين حتى وإن لم تقض عليهم وتعود الشرعية مقابل إضعاف الحوثيين وإما مواصلة الضربات على الحوثيين وإيجاد مخرج سياسي سيكون في صالح الشرعية بحجم تحمل عاصفة الحزم لمسؤوليتها وبين كل هذا تبقى الشرعية في اليمن وتطهيره من المليشيات وكبح النفوذ الإيراني أبرز مسؤوليات العاصفة، أما سياسيا بعد نجاح عسكري أو حسم عسكري مباشرة

موضوووووووع جميل

شكرااااااا

العفووووووووووو

مـــرســـي

» المراة اليمنية اول مراة تفوز بجائزة نوبل
» قراءة فى اعماقها
» فصول الأحساس
» فصول الحب الاربعة
» قلبي فصول اربعة