[size=24]لحياء قسمان : فطري ومكتسب وهناك حياء ممدوح وحياء مذموم . فعندما يكون الحياء امتناع النفس عن القبائح والنقائص فإنه خلق يمدح به صاحبه لأنه يكمل الإيمان ولايأتي إلا بالخير. أما عندما يصبح هذا الحياء زائداً عن حده المعقول فيصل بصاحبه إلى التحير والاضطراب وتنقبض نفس الإنسان عن فعل الشيء الذي لاينبغي الاستحياء منه فإنه خلق يذم... لأنه حياء في غير موضعه وخجل يحول دون تعلم العلم وتحصيل الرزق، وقد قيل حياء الرجل في غير موضعه ضعف. وهكذا فإن الحياء الممدوح يحث على فعل الخير والعمل الجميل وترك القبيح، فأما الضعف والعجز الذي يوجب التقصير في شيء من حقوق الناس فليس من الحياء... إنما هو ضعف. وفي زماننا هذا أصبحت المرأة تشارك الرجل في مجالات الحياة كافة، ونحن الآن في عصر العولمة، فصار محتما على المرأة أن تتعامل مع الرجال ضمن العمل، وهنا عليها أن تجعل من حيائها دافعاً للثقة بالنفس والتعبير عن نفسها بشكل صحيح ، وبذلك تبتعد عن المواقف التي تضعها بموضع مخالف لالتزامها وبالتالي يزيدها العمل رفعة وشرفاً عندما تضع حدوداً صارمة في مجال العمل فلاتسمح لأحد بتجاوزها لعل من أبرز الأسئلة التي تقفز إلى الواجهة هي كيف نفهم الحياء.. فهل يقتصر على الحشمة والعفة؟؟ دون أن تواكب العصر وتتحدث عن حقها... وتسأل في العلم حيث لاحياء في الدين ولاحياء في العلم. خجل الرجل ورغم أن الخجل صفة أنثوية ارتبطت بالمرأة، إلا أن بعض الرجال خجلون أيضاً، وفي بعض المواقف قد يكونون أكثر خجلاً من المرأة، حيث يشعرون بالحياء في مواقف عديدة محرجة، وهذا يدل في بعض المواقف على أخلاقية الرجل إن كان الأمر يقتضي الخجل، فالخجل خلق رفيع لايكون إلا عند من عزت عليه نفسه، ولعل ماأكد عليه الشاعر بقوله خير دليل: إذا قل ماء الوجه قل حياؤه ولاخير في وجه إذا قل ماؤه حياءك فاحفظه عليك فإنما يدل على وجه الكريم حياؤه لكن أن يخجل رجل في مواقف تتطلب منه الجرأة، فهنا يصبح خجله مرضاً وهذا يعني أن هناك اهتزازا في شخصيته، ان لم نقل عنه انطوائياً، وقد يكون لسوء التربية الأثر الكبير في ذلك، مما يعني أن الخجل مطلوب ومرغوب في مواقف كثيرة... ومذموم في مواقف أخرى في ذات الوقت. تقول وقائع التاريخ إن نابليون بونابرت الذي هز العالم بانتصاراته وعقليته الإستراتيجية الفذة، كان يخجل إذا مدحته امرأة... أما هتلر ألمانيا فكان يخفي وراء صرامة وجهه خجل طفل عذبته الأيام ودمرته مغامرات والده الذي كان زيراً للنساء... فكان هو الآخر يخجل في كثير من المواقف الإنسانية... لكن ما أريد أن أقوله هو أين بعض وسائل إعلامنا من الحياء..؟! ان مانشاهده هذه الأيام على المحطات الفضائية يثير القشعريرة ونخجل أن نشاهده ... « مغنيات شبه عاريات وحركات إيحائية وازدراء للذوق العام»، ومع ذلك لاخجل... ولاحياء. لقد كان الإعلام الوطني ولايزال هو الصورة الصادقة والصحيحة والوجبة الدسمة لصباحنا ومسائنا، حيث الالتزام والانضباط ومراعاة مشاعر وقيم الناس . فلماذا لاتقتدي به فضائياتنا؟؟ ولكن ماذا علينا فعله أمام هذه الهجمة من المشاهد البعيدة عن الحياء التي يراها أبناؤنا وبناتنا في فضائيات الكليب وغيرها...؟؟ جوابا على هذا السؤال نرى أنه من الواجب الاهتمام بتربية الأجيال وحضهم على الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة وتقويم سلوكهم وتثقيفهم دينياً وتربوياً وخلقياً... لكن كيف؟! أولاً أقول : يخطئ من يظن أن هذا الجيل لايدرك مايشاهده، ولاتثار فيه الغرائز ثانياً: من هنا نرى بأنه يتحتم علينا الإجابة على أسئلتهم بكل وضوح حتى الجسدية منها، كي لايذهبوا للبعيد، وعلينا أن نحمي أطفالنا من تسلط بعض الشباب الطائش والجاهل، وبذلك نكون قد حصناهم من التصرفات اللاأخلاقية التي تسيء لهم ولنا كآباء وأمهات. وهكذا نعود لنؤكد على أننا أمة لها قيمها وأخلاقها، وعلينا ألا نغالي في شيء... لافي الحياء... ولا في الجرأة... بل نؤكد أن الحياء صفة من صفات رب العالمين والملائكة والمرسلين... وعلينا استخدام هذه القيمة الأخلاقية الاستخدام الأمثل الذي يضمن لنا حياة ملؤها العلم والمعرفة والأدب[/size]