هل تعلم لماذا لاتجوز الصلاة إلا باللـغة الـعربية
اللغة العربية لها دور في التعقل والتدبر والتفكير، ولذلك أنزل الله كتابه بخير لغة هي العربية وهي لغة أهل الجنة.إن الحكمة أنه لا تجوز قراءة القرآن إلا باللغة ممنوعة تتلخص في عدة أسباب :
1- لأنه كلام الله تعالى، ولا يجوز لنا أن نحرف هذا الكلام أو نغير فيه حرفاً واحداً.2- لأن تلاوة كل حرف بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها. ولو تُرجم القرآن لزاد عدد حروفه أو نقص.
3- الله تعالى قد حفظ كتابه من التبديل والتحريف: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر: 9].ولو سمح الله لكل إنسان أن يقرأ القرآن بلغته الخاصة لأدى ذلك إلى تحريف القرآن، وبالتالي فإن الله تعالى حفظ كتابه من خلال اللغة ممنوعة.
4- إن السماح بقراءة القرآن بعدة لغات سوف يؤدي إلى خلل كبير في معاني القرآن لأن الناس سيختلفون في الترجمة وسيدعي كل واحد منهم أن ترجمته هي الصحيحة وبالتالي يتشتت المسلمون.
5- إن اجتماع المسلمين حول بيت واحد هو بيت الله، وتوجههم باتجاه قبلة واحدة هي الكعبة، وتلاوتهم لكتاب واحد هو القرآن، إن هذه الأشياء تساهم في الحفاظ على وحدة المسلمين، لكي لا يتفرقوا ويختلفوا.
6- إن اللغة العربية هي لغة خير البشر وأفضلهم عند الله ألا وهو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وهي لغة أهل الجنة، وهي لغة أبينا آدم، وهي اللغة التي يفهمها العقل، وتؤثر على خلايا الدماغ، وهذه النظرية تحتاج لإثبات علمي، ولكننا نعتقد بها لأن الله تعالى أخبرنا أنه أنزل القرآن باللغة ممنوعة بهدف الإيضاح والفهم وحسن التدبر.
وأخيراً لنتأمل هذه الآيات:1- يقول المشرعون إن اللغة ممنوعة أفضل لغة في العالم يمكن التعبير بها عن التشريعات والقوانين بدون لبس أو اختلاط، لأنها لغة البلاغة، ولذلك سمى الله القرآن بالحكم،يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ) [الرعد: 37].
2- إن اللغة ممنوعة هي من أسباب التقوى، يقول أيضاً: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا) [طه: 113].
3- إن لغة القرآن ممنوعة هي وسيلة لزيادة التقوى ولرجوع المؤمن لربه،يقول تعالى: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآَنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) [الزمر: 27-28].
4- واللغة ممنوعة هي وسيلة لزيادة العلم،يقول تعالى: (حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) [فصلت: 1-3].
5- اللغة ممنوعة وسيلة مناسبة للإنذار، بل تتوافر فيها البلاغة والتأثير اللازم لتؤثر في نفوس الناس،يقول تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى: 7].
6- اللغة ممنوعة وسيلة للتصديق، لأنها تتميز بتراكيب خاصة، ولو قام العلماء بتجارب لأدركوا ذلك،يقول تعالى: (وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) [الأحقاف: 12].
7- اللغة ممنوعة وسيلة من وسائل الإفصاح والتبيان،يقول تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) [الشعراء: 192-195].
8- اللغة ممنوعة وسيلة من وسائل التفصيل والشرح:(وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ) [فصلت: 44].
9- وأخيراً اللغة العربية هي وسيلة من وسائل زيادة التعقل،يقول تعالى: (حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [الزخرف: 1-3].بعد كل هذه الحقائق هل نبدل هذه اللغة العظيمة بغيرها؟ وهنا أود أن أدعو إخوتي وأخواتي إلى الاهتمام باللغة العربية، في حديثهم وفي دعائهم فلا يدعوا الله باللغة العامية، بل نتعلم اللغة ممنوعة ونتعلم دعاء الأنبياء ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم، وندعو به