2. ما تعلَّق بالقائمين على القنوات الفضائية الإسلامية ووزارات الإعلام والاتِّصال:
إنَّ دور القائمين على القنوات الفضائية وكذا وزارات الإعلام والاتِّصال هو بالأهمية ما يجعلنا نؤكِّد على ضرورة صرف الجهود لإقناعها بتدارك بعض الأمور التي تُساهم في نشر القيم الدَّخيلة على مجتمعاتنا، لذلك فإنَّنا ندعوهم إلى:
أ. فرض ضوابط وقوانين رقابية على كل منتوج إعلامي يبُثُّ أخلاقا تتعارض مع الإسلام وتتنافى مع الهويَّة ممنوعة وتبتعد عن الأخلاق العامة، لأن هناك من يكتفي بتفعيل مقص الرقابة حين يتعلَّق الأمر بمشاهد الرذيلة التي يُقام عليها الحد! أما ما دون ذلك من مقدِّمات فالأمر هيّن، وما هو عند الله بهيِّن، أفلا يعقلون!
أما القنوات الإسلامية الفاعلية على السَّاحة، فندعوها إلى:
ب. تنظيم حملات إعلامية إرشادية توعوية تبيِّن خطورة تسريب القيم الدخيلة على مجتمعاتنا، والتي تروِّجها المسلسلات المدبلجة.
3. ما تعلَّق بالمؤسَّسات الفاعلة في المجتمع كالمدرسة والمسجد والجمعيات النَّاشطة:
هي مؤسسات فاعلة في المجتمع يرتادها الكبير والصغير، المتعلِّم والأمي، تساهم كل واحدة منها في بناء لبنة من لبنات صرح الأمة، إنها منظومة المدرسة والمسجد والجمعيات.
أ. المدرسة: إنَّ التعليم رسالة قبل أن يكون وظيفة، كونه من مهام الأنبياء؛ قال تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [آل عمران: 164].
ويعتبر المعلِّم الحجر الأساس في العملية التعليمية والتربوية التي يتلقَّاها المتعلِّم، والمستأمَن على عقول أبناء المسلمين، ولعلَّ دوره قد يفوق دور أقرب الأشخاص للمتعلِّم، فأثره يمتد إلى خارج أسوار المدرسة، فإذا ما نبَّه إلى الخطر الذي يأتي من تلك المسلسلات، يكون بذلك قد ساهم في التوعية الجماعية، ولن يعْدم المعلم الوسيلة لتوصيل ما يريد لتلامذته، وإلا كيف يكون المعلِّم كما وصفه الشاعر:
قُمْ للمُعلِّم وَفِّهِ التَّبْجِيلا
كَادَ المُعلِّمُ أنْ يكُونَ رَسُولا
ب. المسجد: لقد عُدَّ المسجد قاعدة الحضارة الإسلامية منذ أقام عليه الصلاة والسلام أوَّل مسجد في الإسلام، وليست الصلاة وظيفته التي لا يحيد عنها، بلْه هناك وظائف أخرى تُسند له، أو بالأحرى لمن يتولاه، إنها التوعية والإرشاد، وتصحيح المفاهيم والتنبيه على المنكرات التي تفشَّت في المجتمع، ومن ثمة فعلى المسجد أن يقوم بدوره في التوجيه الدِّيني فيما يخص التَّنبيه على انتشار المسلسلات المدبلجة التي أصبحت المادة الرائجة في حديث الأطفال والكبار.
ج. الجمعيات الناشطة: تعرف الدول ممنوعة نشاط المئات من الجمعيات الثَّقافية، والتي تضمُّ إليها شبابا من مختلف الأعمار والمستويات، فحبَّذا لو استُغلَّت هذه التجمُّعات في الإرشاد لمغبَّة الإدمان على متابعة المسلسلات المدبلجة.
4. ما تعلَّق برجال الأعمال المسلمين:
نعمة المال من نِعم الله العظيمة التي منَّ الله بها على عباده، يقول عز وجل: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ [الكهف: 46]، وقد جبل الله النُّفوس على حب المال يقول جلا وعلا: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20].
وقد جعل الله المال سبيلاً لعمارة الأرض وفعل الخيرات، لذا فعلى من رُزق هذه النعمة أن يُنفق منها، وما أكثر الأبواب التي يُرجى وُلوجها من قبل مُلاَّك الأموال، خدمة للإسلام والمسلمين!
لذلك ندعو رجال الأعمال من المسلمين للمُساهمة في مشروع تجسيد قنوات ملتزمة، والمشاركة في دفع تكاليف المسلسلات البديلة التي يمكن أن تسد الثَّغرات القائمة في الإنتاج الإعلامي الإسلامي.
5. ما تعلّق بالعلماء والدُّعاة:
إن الدُّعاة من علماء ومشايخ لهم الأثر الكبير في تصحيح الرُّؤى وتقويم المعوَجّ من أخلاق المسلمين، والتَّنبيه على ما يُفسد النُّفوس، والإشادة بما ينفع العباد والبلاد، وما أعظم مدح الله للداعية القائم بأمور الدعوة إلى الله! يقول عز وجل: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33].
والدُّعاة هم أولى الناس بمخاطبة هؤلاء الذين يَعْرضون عقول أبناء الأمَّة للتخدير الخارجي، وذلك بنصح القائمين على القنوات التي تعرض المسلسلات الهابطة، إذا وُجد لطريقهم سبيل...
أمَّا إذا لم ينفع النُّصح فالحلُّ لا أراه إلا في الفضْح!
على الدُّعاة والمشايخ فضح القنوات التي تريد بالإسلام شرًّا والتحذير منها ومن القائمين عليها، وليس في ذلك مجاهرة بالسُّوء وإشاعته، وإنما فضحٌ لأساليب غزو المبادئ الإسلامية، نقَل ابن حجر عن ابن ممنوع وهو يتحدَّث عن السِّتر على النَّفس قوله: «هذا كلُّه في غير المجاهر فأمَّا إذا كان متظاهرا بالفاحشة مجاهراً فإني أحب مكاشفته والتبريح به لينزجر هو وغيره» [3]، وهل بعد نشر الرذيلة والفسوق عبر ترويج مسلسلات بياعي الهوى بعدٌ عن المجاهرة بالمعصية! وهل هناك أرذل ممن يبغون أن تشيع الفاحشة بين المسلمين؟!
يجيبنا ربنا في سورة النور التي وضعت منهجاً رائداً لحفظ المجتمع الإسلامي من الرذائل وانتشارها، يقول سبحانه: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النور: 19].
6. ما تعلَّق بأهل المهنة:
إن كل واحد منا ميَّسر لما خلق له بما وهبه الله من إمكانات تجعله يتفوَّق على أقرانه فيها، ولأنَّ لكل مجال رواده، فإن الأمر لا يختلف إذا كان حديثنا عن الفن الملتزم وأهله، ومنه وجب التنبيه لضرورة توجيه بعض الاقتراحات للعاملين في مجال القنوات والإنتاج الفني الذي يكتسي الطابع الإسلامي، والتي اختصرناها في ما يلي:
أ. العمل الجماعي: لا بُدَّ من تنسيق إعلامي مشترك بين الفضائيات الإسلامية أوَّلا، ثم العمل المشترك بين من يملكون رؤية مشتركة لضرورة النُّهوض بإعلام إسلامي هادف، فإذا ما وُجِّهت الجهود الفردية باتجاه هدف واحد وتكاثفت فإن المهام تُقسَّم ويصير النَّجاح واحدا مشتركا، وليس علينا أن نستهين بالاقتراحات، ألا إنَّ جُهد المقل غير قليل!
ب. التخطيط الجماعي المتزِّن من أهله: إن التخطيطُ سُنَّة يتَّبعها كل من أراد النَّجاح وتحقيق الأهداف، وحتى لا تتعثَّر الخطوات وتتعطَّل المسيرة، ينبغي على من يخوض هذا الميدان أن يجعل من التخطيط بداية له، على أن يكون التخطيط جماعيا ومن أهل التخصَّص والكفاءات العِلمية والعملية، وأن تُراعى في ذلك الإمكانيات المتاحة، فيُجمع بين الكاتب والمخرج والمصحِّح اللُّغوي.... فإنَّ لكل علم أو فن أسسا يُبنى عليها وقواعد لا يستقيم إلا بها، حينها تُتَّخذ التدابير اللازمة وتكون النتائج طيِّبة.
ج. تجسيد الأقوال والمشاريع الورقية إلى أعمال حقيقة: كثيرة هي المشاريع التي بقيت حبيسة الأدراج ورهينة العقول دون أن ترى نور الحياة، فالعمل أبلغ خطابٍ لمن أراد أن يرى جُهده منتشرا بين الناس، لذلك ندعو للعمل بعد القول، وليس القول بعد القول.
د. الاتِّعاظ بالتجارب السَّابقة لتفادي الفشل: إن الإنسان معرَّض للفشل في كل تفاصيل حياته، ومثل ذلك ظهور محاولات كثيرة للنهوض بمستوى الإعلام الإسلامي وفشلها بعد مدة، وليس علينا أن نكرِّر نفس الطريقة لأنَّنا حينها سنحصل على نفس النتيجة، فلا بد إذن من تدبُّر الأمر جيِّدا، والوقوف عند أسباب إخفاق التجارب السابقة، لكي لا تتكرَّر معنا، ولا تضيع الجهود في الفراغ.
هـ. تشجيع القنوات الإسلامية لسدِّ الفراغ والنقص الحاصل في الإعلام: إنَّ الامتعاض والإنكار لن يبدِّل في الأمر شيئا وإنما علينا أن نجد البديل الإسلامي، ولا بأس من محاولات أولى لتكون بداية الطريق، وليس علينا أن نستعجل الثِّمار مادامت الخطى ثابتة، وليكن شعار من بدأ: إنَّ مع اليوم غدا يا مسْعدة!
وهنا نقصد إنشاء قنوات ذات توجُّه إسلامي وتقسيم تخصُّصاتها، فنجد للطفل قناته وللشاب قناته وللمرأة قناتها، ودواليك، وتشجيع ما هو موجود على السَّاحة الإعلامية ودعمه، وحث العاملين بها على دعم وتعزيز القيم الإسلامية في المجتمع، مع ضرورة تحسين الخدمات القائمة، لكي تكون قادرة على المنافسة، فإن لم يكن ذلك مُتاحاً، فقناة واحدة منافسة بقوة لهي أفضل من قنوات لا تقوى على البروز والظهور بما يليق بالإعلام الإسلامي.
و. تشجيع ودعم البدائل الأوَّلية المنافِسة للمسلسلات الوافدة: إنَّ من أهم ما نراه ضروريًّا كعرضٍ لبدائل عن المسلسلات الوافدة إلينا هو إنتاج مسلسلات على الطريقة الإسلامية، ويكون على مراحل حتى يحلَّ البديل مكان المستورَد، وعلى هذا الأساس ينبغي التنبُّه إلى أمور أهمها: تأهيل من يُناط إليهم كتابة السيناريوهات، لأنَّ من عوامل نجاح أي مسلسل مهما كان مصدره ومنهجه وهدفه هو إتقان كتابته بما يشدُّ انتباه المشاهد، ولن يشذ العمل الإسلامي عن القاعدة إن أراد النَّجاح وكسب الرهان، إذاً لا بد من توفير كُتَّاب سيناريو للدراما مؤهَّلين قادرين على إبداع ما يتناسب مع العمل الدرامي، أما في حالة وجود أعمال درامية ذات صبغة تاريخية وجب عرضها على لجنة متكاملة متخصِّصة من الشَّرعيين والمشتغلين بالتاريخ لإجازتها.
مع الالتفات إلى ضرورة تحقُّق شروط الإبداع الأخرى، بما في ذلك التَّمثيل والتصوير والديكور والإضاءة والإخراج، وتوفير الإمكانات المادية والتقنية كالاستديوهات والأجهزة، وهنا يأتي دور المموِّل المسلم الذي عنَيناه في عنوان سابق، أفنتركهم يُزيِّنون الباطل في عيون شبابنا، ونحن نتقاعس عن تزيين الحق لهم؟
هذا، إضافة إلى تشجيع القنوات الإسلامية لهذه الأعمال الدرامية ذات الطابع الإسلامي ودعمها بعرضها على القناة لتكون بداية بديلٍ إسلامي للمسلسلات الوافدة إلينا من الثَّقافات الأخرى.
7. نشر ثقافة الانتقاء بين الشَّباب: إنَّ ثقافة الانتقاء من أهم الأمور التي يجب أن نراعيها في حياتنا، فليس كل طريق أرمقه أمامي أسلكه، وليس كل فكرة تُعرض عليَّ أتبنَّاها، وليس كل عرض تلفزيوني يُروَّج له أقبع لمتابعته، فلنتبنى ولنشجِّع سياسة النَّحلة، تتَّبع الزهور لتقع على الطيِّب منها وتتجنَّب الخبيث، فيا ليتنا نتدبَّر فقه الانتقاء!
8. الانفتاح على الثقافات بطرق آمنة: إنَّ الانفتاح على الثقافات الأخرى يُضيف لمكتسباتنا القبلية أشياء جديدة تنمِّي معارفنا، وتوسِّع إدراكنا بمن حولنا، لذلك نحاول أن يكون هذا التَّواصل بطرق آمنة، فكي لا يبقى الجسر الأوحد لمعرفة ثقافات الغير هو المسلسل، وجب التنويه بمبادرات الانفتاح الآمن، مثل ذلك التَّشجيع على مطالعة الكتب التي تعتبر أحد المنافذ الموثوقة للفرد، ولنقتدي بأسلافنا في القراءة، لقد كانوا يجالسون الكتاب لما فيه من جليل الفوائد والفرائد، يقول ابن الأعرابي:
لنَا جُلَسَاءٌ مَا نَمَلُّ حَدِيثَهُمْ
أَلِبَّاءُ مَأْمُونُونُ غَيْبًا وَمَشْهَدَا
يُفِيدُونَنَا مِنْ عِلْمِهِمْ عِلْمَ مَا مَضَى
وَعَقْلًا وَتَأْدِيبا وَرَأْيًا مُسَدَّدَا
بِلَا فِتْنَةٍ تُخْشَى وَلَا سُوءِ عِشْرَةٍ
وَلَا يُتَّقَى مِنْهُمْ لِسَانًا وَلَا يَدَا
فَإِنْ قُلْتَ أَمْوَاتٌ فَلَا أَنْتَ كَاذِبٌ
وَإِنْ قُلْتَ أَحْيَاءٌ فَلَسْتَ مُفَنَّدَا[4]
ومن ذلك أيضا إنتاج الأفلام الوثائقية التي تُبرز جوانب من حياة الشعوب الأخرى بما في ذلك الايجابي والسلبي من حياتهم، ليظهر الجانب الممزَّق من الصورة التي تعرضها المسلسلات.
خامسا: قد يقول قائل!
بعد الحلول التي اقترحناها وعلى فرضية البدء بتطبيقها على المستوى الفردي والجماعي، قد يخرج ناعق من بعيد ليقول قائل: إنَّ تتبع المسلسلات المدبلجة هو نافذة للتواصل والتَّبادل الثقافي بين الشعوب، فلا ضير إن تعرَّفتُ على حضارات الغير عبر ما ينتجون، ألم يقل عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ﴾ [الحجرات: 13]؟
أقول: بلى! لكن من جعل المسلسلات جسر التواصل بينكم وبين الآخر؟ ومن حَصَر التعرُّف على حضارتهم عبر ذاك الصندوق الصغير؟
التعارف بين الشُّعوب والقبائل كما أراده الله جلا وعلا هو الذي يبدأ منك لتبليغ الدعوة، ولا ينطلق من الآخر إليك لتجد نفسك مفتونا بألوان برَّاقة تغلِّف ظاهر المجتمع الآخر، فتلك هي المهمة فهل أنت لها؟
وقد يقول قائل: إنَّ تتبُّع المسلسلات المدبلجة هو فرصة لاستغلال الوقت وصرفه فيما أجد فيه متعتي، فتتبُّع مثل هذه المسلسلات هوايتي المفضَّلة، أوَ ليست الهواية مشروعة في الإسلام؟
أقول: بئس الهواية والغواية هي! أوَ انقرضت الهوايات حتى لم تجد غير هذا السم الذي صُدِّر إلينا ليسري في العقول لا في الأوردة!
وقد يقول قائل: لستُ الوحيد الذي يُتابع المسلسلات المدبلجة، انظري لمن حولك وستدركين أن الغالبية العظمى منا تتابعها؟ هل يعقل أن نكون جميعا على خطأ وأنت على صواب؟
أقول: رُويدكم، إنه عُذرٌ لم يَتَولَّ الحقُّ نَسْجَهُ، لا يغرنَّكم الألوف من الذين زَيَّن لهن الشيطان الابتعاد عن هدي خير البريّة، واستأمنوا المسلسلات عقولهم، ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ﴾ [المائدة: 100].
وأخيرا نشير أن النتيجة التي خلصنا إليها لا تتعلَّق بالجزائر وحدها، وإنما يمكن أن تسحب على الدول العربية كافة، نظرا للتشابه بين المجتمعات ممنوعة من حيث تبني الإسلام دينا للدولة، والنظم الاجتماعية المتقاربة.
كما أن النتائج لربما كانت أفضل وأدق لو شارك في العمل نخبة من المختصين بين علم النفس وعلم الاجتماع والشريعة، ولذلك نأمل أن يكون هذا البحث المتواضع انطلاقة جدية لبحث الموضوع بعمق.
كان هذا رصد لتأثير المسلسلات المدبلجة على فئة المراهقين، وقد بذلتُ جهدا لإخراج هذه الأسطر على وجه يرضي القارئ ويُفيد طالب المنفعة ويُساهم في إبراز هذه الظاهرة الوافدة إلينا، وفي بالي أنه «لو عُورِضَ الكتاب مائة مرَّة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقْطٌ» [5]، فحنانيكم على كاتبته!
فإن وُفّقْتُ لعرض هذه الأفكار، ففضل من الله ونعمة، وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ، وإن أخطأتُ فحسبي أنَّني أخلصتُ النيّة، وكذلك أحسبُ نفسي، والله من وراء القصد وهو يهدي إلى السَّبيل القويم، أسأل الله أن يرزقنا علما نافعا وقلبا خاشعا، ويوفقنا لشكر أنعمه، والحمد لله رب العالمين.