أحتـــــــاج إلى الحـــــزن لكـــــي أكتب

فأنا
لا أكتب إلا عندما أكون حزينة…لا أكتب إلا عندما تُغرق الدموع عيناي.أحتاج
إلى الحزن لأن الألم وحده يشعرني بلذة الشفاء…يشعرني بنعمة الاطمئنان… نحن
لا نقدر قيمة الأشياء إلا إذا فقدناها واشتقناها…نكتب عن أشياء أبكتنا
بفقداننا لها لا نكتب عن أشياء أسعدتنا بامتلاكنا لها… في الفقدان نجد قيمة
الامتلاك .أملك اليوم ألم هو في الحقيقة ليس ألمي لكني أجد لذة للألم إن
تشاركته مع من أحب.ليت في الهاتف خدمة نسميها خدمة راحة البال فما إن اتصل
أحدهم يشكو إليك همه حتى حولت له بعضاً من راحة البال تكفيه ليمسح دموعه
وينام… لا أظن أن أحداً سيستخدم هذه الخدمة فجميعنا لديه عجز في ميزان راحة
البال.
أذكر أنني عندما خذلت في مرة كانت ما تزال في بداية البداية حتى
أنني أذكر أنني بكيت كثيراً ظننت وقتها أنني الفتاة الأكثر تعاسة على هذه
المجرة، بقيت على هذا الحال لأكثر من أسبوع نهضت بعدها من غيبوبتي لأعلن
لنفسي قرار النسيان أكد لي يومها صوت عبد الحليم قائلا “أي دمعة حزن لا لا
لا”

ضحكت يومها كثيراً كيف أن قرار وقف الحزن والدموع يأخذ منا
الكثير من الوقت والجهد وكيف أنه يتلاشى ويُلغى أمام أول قطار ذكريات عابر.
كانت
لي في ساعات بكائي الطويلة بسبب أو بدون سبب أصعب قرارات أخذتها….كان لي
في كل دمعة وعدٌ أقطعه على نفسي أن لا أبكيها مرة أخرى….

لا أذكر حقاً كم مرة بكيت ولماذا بكيت….. أستطيع أن أجيب عن هذه الأسئلة إذا بكيت الآن… فالحاضر يعيد ذكرى الماضي المشابه.
في البكاء نجد إنسانيتنا ….. نلتمس مشاعرنا ….. أخلو بنفسي أحياناً لأبكي دون سبب فقط لأذكر نفسي بنعمة الدموع ومدى إنسانيتها.
أمام
عاصفة الأيام نحن نتصارع مع دوامة الحزن نتسابق في البكاء نتنافس في أيٌ
منا يملك القدر الأكبر من الحزن يستحق أن يبكيه، حتى في أفراحنا لا نتوانى
عن البكاء ، نتذكر شخص لم يحضر ربما لأنه سافر أو لأنه تراب الأرض قد
احتضنه ربما كنا قد نسيناه طوال الأيام ولم نذكره إلا يوم فرحنا.

البكاء دائماً يجد لنفسه ألف مدخل ليدخل به إلينا ونحن نجد له الآلاف من المعاني لنفسر لأنفسنا لماذا بكينا.

نصيحتي لمن قرأ هذه الخاطرة وأراد أن يبكي:

لا تبكي إلا أمام من تثق بقوتك أمامه، فإن كنت لا تثق بقوتك أمام نفسك فلا تبكي أبداً لأنها ستكون بداية ضعف الشخصية وانهزامها.
أحتـــــــاج إلى الحـــــزن لكـــــي أكتب 11412lovekk