مصري أم أمازيغي
في البدء كان يعتقد بأن آمون مصري الأصل على الأرجح ولكن بعد اكتشافات أركيولوجية في منطقة تامزغا أو ليبيا القديمة صار يرجح أصله الأمازيغي [6]. إلا أن أصله لم يحسم بعد كما عبر عن ذلك الأستاذ مصطفى أعشي. بحيث لا أحد يستطيع الجزم بأمازيغية الاسم آمون أو حتى أصله على وجه الدقة. فاللغة الأمازيغية مرتبطة ارتباطا وثيقا باللغة المصرية القديمة [7]، فكلاهما ينسب إلى ما يسمى باللغات الحامية على نقيض اللغات السامية كما الشأن بين اللغة العربية والفنيقية بل أن أوريك باطس يرى أن العبادة المشتركة بين الأمازيغ والمصريين أكثر ارتباطا من ارتباط العقائد السامية ببعضها. ولربما كانت عبادة آمون مشتركة بين المصريين القدامى والأمازيغ.
وتجدر الإشارة إلى آمون تميز بريشتين فوق رأسه، ومن المعلوم أن الريشتين هما أحد مميزات مظهر الأمازيغ القدامى وهو ما يبدوا واضحا من خلال الرسومات التي وجدت مع البقايا الفرعونية.
ولقد كان للأمازيغ فضل بارز على الدولة المصرية في استعادة مصالحها خارج مصر القديمة، حيث تمكن الزعيم الأمازيغي شيشنق من استعادة نفوذ مصر في آسيا. كما أن معظم قواد الثورة ضد الفرس لأجل تحرير مصر كانوا ذي أصل أمازيغي كما يذكر لأستاذ أحمد عبد الحليم دراز، بحيث اتخذ الصراع الليبي الفارسي صراعا أيديولوجيا دينبا يباركه الرب لأمازيغي آمون. ولقد حير العلماء الاختفاء الغامض لجيوش الفرس في الصحراء عندما هبوا لتدمير معبد آمون السيوي، مما جعل الأسطول البحري الفارسي يتراجع بعدما اختفى الجيش البري في الصحراء بسبب عاصفة رملية على لأرجع، والى يومنا هذا لم يتم العثور على بقاياهم. هذه الحادثة جعلت الأمازيغ يصورونها كتصديق لقدرة ونبوءة آمون السيوي
وعندما هم الإغريق بقيادة الإسكندر الأكبر بفتح مصر نصح حكماء الإغريق ومن بينهم أرسطو بطلب مباركة كهنة آمون حتى يستتب لهم الأمر في مصر، فتحملوا مشقة قطع ستمائة كلم عبر الصحراء القاحلة ليحضوا بمباركة الذي عبده الإغريق أيضا ونصب الإسكندر بعد ذلك فرعونا لمصر واحترمه المصريون واعتبروه واحدا منهم.
يرى غابرييل كامبس أن آمون هو إله أمازيغي الأصل، لكن وجود شواهد على وجود إرهاصات عبادته في النوبة منذ عصور ماقبل التاريخ ترجح أنه إله أفريقي قديم عرفته في وقت مبكر جدا من تاريخ البشرية شعوبُ شمال أفريقيا ذات الأصل المشترك من مصريين وأمازيغ وربما النوبيين الذين نزحوا إلى المنطقى لاحقا. عبد الأغريق آمون الأمازيغي (حمون)، وفي ما بعد شخصوه بكبير آلهتهم زيوس كما شخصه الرومان في كبير ألههم جوبيتر وفي ما بعد أحدثوا بينهم وبين آمون تمازجا، كما مزجه البونيقيون بكبير آلهتهم بعل. كما يُعتقد أن الإله الذي مثل أمامه الإسكندر الأكبر في معبد سيوة كان هو حمون، التجلي الأمازيغي لآمون، والذي لا زال اسمه مستعملا إلى اليوم كاسم عائلات سيوية مصرية.