أدرار التعريف والموقع والتاريخ...

المجتمع الأدراري يتكون من عنصرين مهمين حسب العرق(البيض والزنوج) وينحدر من العنصر الأول ما يعرف بالشرفاء([1]) والمرابطين([2])
والعرب، هذا من جهة العرق، غير أن هناك عناصر أخرى لا يتطرق لها العديد من
الباحثين عند حديثهم عن المجتمع التواتي؛ منها القديمة كالبرامكة([3]) كما أن هناك قبائل أخرى تلحق بالعرب كقبيلتي كنتة([4]) وفلان([5])، أما الحديثة وهي التي نزحت للمنطقة أخيرا إما القادمة من الجنوب ك"التواجة" القادمين من نواحي برج باجي مختار وتيمياوين([6])
على الحدود مع جمهورية مالي، أو القادمين من الشمال؛ وأقصد العائلات
القادمة من شمال المنطقة سواء من الولايات المجاورة لها أو من باقي ولايات
الجزائر وأغلب هؤلاء عمال وموظفون في مؤسسات الدولة.
وقد
عرف أهالي المنطقة نظاما في السكن وبنوا ما يسمى بالقصور والقصبات، وعادة
هذه التجمعات السكانية تكون على مرتفع ويحيط بها خندق وبجدرانها الخارجية
ثقوب تسمح لمن في الداخل مراقبة القادمين وكل ذلك لتأمين القصر أو القصبة؛
إلا أن هذا النمط بدأ في الاندثار نظرا للتوسع العمراني الكبير الذي تعرفه
المنطقة على غرار باقي مناطق الوطن.

وعلى ذات المنوال فقد كان للأهالي نظاما خاصا في السقي يتماشى مع خصوصية المنطقة وموقعها ومناخها.

كما
أن موقع المنطقة أعطاها أهمية اقتصادية وتجارية لدى سكان الشمال والسودان
الغربي؛ فهي منطقة عبور القوافل التجارية، كونها تتوسط أسواق الشمال
والجنوب حتى أن هناك من يعلل الأسماء البربرية لقصور توات أنها نشأت بسبب
القوافل التجارية التي كانت تعبر الإقليم والتي لم تكن عربية، كما أن هناك
عدة طرق كانت تقطع المنطقة من الشمال إلى نواحي السودان الغربي، سواء من
مدن المغرب الأقصى كطريقي مراكش وطريق فاس وطريق وهران وطريق مدينة
الجزائر، وطريق سكيكدة وقسنطينة، كل هذه الطرق إلى تنبكتو([7]) وافريقيا.

أما
الجانب الثقافي والعلمي فكان البروز والشيوع لعلوم الشرع واللغة؛ وخاصة
التعليم القرآني ومبادئ الفقه والنحو، فكانت لا تخلو قرية أو حي إلا وفيها
مركزا على الأقل لتعليم مبادئ هذه الفنون؛ حيث يكاد لا يوجد مسجد إلا
ويتبع له مركز من هذه المراكز وهو ما يعرف بالكتاتيب أو المدارس القرآنية
والتي قد تكون مستقلة وغير تابعة لمسجد في بعض الأحياء، كما أسست الزوايا
للمستزيدين من تلك العلوم وفنونها والتعمق فيها والتي يؤمها الطلبة من
نواحي المنطقة وخارجها؛ بل وحتى من خارج الوطن في بعض الأحيان، وكان
يسيرها علماء ومشايخ أكفاء؛ فكانت لهم إجازات في ذلك، ومنهم من كانت له
دراية بعلوم أخرى كعلم الفلك والحساب؛ فكانت هذه الزوايا بحق منارات إشعاع
علمي، كما أنها كانت تعتمد في على الأوقاف والأعيان التي يسبلها ويوقفها
المحسنون لصالحها؛ والتي عادة تكون من البساتين، أو الماء، أو قطع الأراضي،
وغير ذلك من الأعيان والأموال.

كما
ساهمت هجرات علماء المنطقة ورحلاتهم في نشر العلم والحضارة العربية
والإسلامية في السودان الغربي منذ القرن الرابع الهجري، كما أن بعض الطرق
الصوفية انتشرت بفضل نشاط تجار المنطقة.

وفي العقود الأخيرة ظهر بالموازاة مع تلك المدارس والزوايا ما يعرف
بالتعليم التربوي والذي أنشأت له الدولة هياكل جبارة ومؤطرين في كل
مستوياته على غرار باقي مناطق الوطن، فعمت المدارس الأحياء والقصور، واخيرا
التعليم الجامعي بدءا بالمعهد العالي للشريعة بأدرار؛ الذي كان تابعا
لجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة؛ والذي فتح أبوابه سنة(1986/1987م)؛ والذي رقي إلى مركز جامعي فيما بعد، ثم إنشاء جامعة بكل مرافقها وهياكلها، والتي تعرف بالجامعة الأفريقية.

([1])

وهؤلاء ينتسبون إلى البيت العلوي، وفدوا إلى توات من المغرب عام1121هـ/1709م.

([2])

المرابطين كانت تطلق على الذين ربطوا في سبيل الله للجهاد، ثم العبادة والاعتكاف والحياة الروحية ثم صارت تطلق على سلالاتهم.

([3])

البرامكة من العنصر الفارسي، قدموا المنطقة عام 656هـ.

([4])

قبيلة كنتة تنحدر من عقبة بن نافع الفهري فاتح إفريقيا، وهي تنتشر عبر قصور توات إلى مالى موريتانيا؛ ومنطقة الأزواد ونهر النيجر.

([5])

فُلاَّن قبيلة عربية وتدعى أيضا فلاتة، وينتسبون إلى أبي بكر الصديق،
ويقطنون بمنطقة تدكلت والدول المجاورة لولاية أدرار وحت بعض الدول
الأسيوية.

([6])

مدينتان تقعان جنوب منطقة توات فتبعد الأولى عن مدينة أدرار بحوالي800كم وتبعد الثانية عن الأولى جنوبا بحوالي150كم.

([7])

إحدى كبرى مدن مالي وتقع في شماله.

شكرا لك
سلمت يمناكي
ننتطر جديدك
تقبلي مروري

شكرا لك

ღمــــرســـيღ

» الدليل السياحي لولاية أدرار..
» هذا القميص منتشر .. والموقع الرسمي باع اكثر من 1000 قميص حتى الان
» أدرار الساحرة
» صور من ولاية أدرار
» ابن خالدون عالم الاجتماع والتاريخ