فترة تواجده مع المنتخب الوطني والتي تبقى مهمة رغم أنه كان
قادرا على تقديم الأفضل نظرا لعديد المعطيات على رأسها عامل الإصابات، حيث
يرى بأن الأمور بدأت تعود تدريجيا داخل التشكيلة، نظرا للطريقة الجديدة
التي جاء بها المدرب الحالي حاليلوزيتش خاصة من حيث التغييرات التي قام بها
ومزجه بين لاعبين ذوي وخبرة وأسماء تملك الإمكانات على تقديم الإضافة
اللازمة، كما تحدث عن حظوظ المنتخب الجزائري في مجموعة كأس العالم.أولا، نبدأ من قرار عودتك إلى الجزائر أو البطولة الوطنية بلغة أصح؟صراحة، قضيت 10 مواسم في البطولة الفرنسية في الدرجتين الأولى والثانية، لكن بعدها كان لي حديث أو مشاورة مع الأهل واتفقنا على ضرورة العودة إلى الجزائر والإستقرار بعد غياب طويل.
قرار العودة كان إلى اتحاد العاصمة، كيف حدث ذلك؟حقيقة، فقد اتصل بي مسيرو اتحاد العاصمة من أجل الالتحاق بهم، صراحة فكرت جيدا في العرض المقدم والمشروع الذين يريدون تطبيقه، حيث اقتنعت بالموضوع وكان القبول مني في اللعب لهذا النادي.
لكن التجربة لم تكن ناحجة وغادرت بعد 6 أشهر فقط..بالفعل، التجربة لم تكن ناحجة على الإطلاق من الناحية الفنية ولم تكن مشاركتي منتظمة، لذا قررت اتخاذ قرار المغادرة بعد تفكير عميق.
وما السبب الحقيقي في ذلك؟لا أخفي عنك، فقد كانت هناك عدة أسباب، فصراحة الدافع الرئيسي هو
أنني لم أستطع التأقلم مع العشب الاصطناعي، إضافة إلى أنني لم أكن ألعب
أساسيا بانتظام مع المدرب رونار، بعدها عدت للمنافسة كما يلزم، لكن الأمور
عادت إلى سابقها، وهو ما جعلني أفكر في المغادرة واتخذت قراري النهائي، فقد كنت أريد ضمان اللعب والاستمتاع بكرة القدم وليس البقاء في كرسي الاحتياط.
لتقرر بعد ذلك العودة إلى شباب قسنطينة أو فريق القلب كما يقول الكثير من المتتبعين..بالفعل، فشباب قسنطينة هو الفريق الذي ترعرعت فيه بعد الڤرارم،
فهذا الفريق بفضله أصبحت معروفا وتلقيت دعوة المنتخب الوطني، صراحة هو
بمثابة عائلتي وسأكون في مستوى الثقة التي وضعت في من طرف الجميع.
تلقيت دعوة المنتخب بفضل شباب قسنطينة، كيف كانت البداية وسير الأمور بعد ذلك؟حقيقة، مشواري مع المنتخب الوطني أصنفه إلى صنفين، أولا البداية
كانت جد موفقة وكان ذلك في أول استدعاء لي أمام المنتخب المصري، أين تمكنت
من التسجيل بمجرد دخولي وكنا متأخرين في النتيجة حينها، لكن بعدها لم ألعب
كثيرا بسبب كثرة الإصابات والتي لاحقتني في مرات متتالية، لكن على العموم بعدها الأمور كانت جيدة خاصة من خلال مشاركة الفعالة في التأهل إلى كأس الأمور ومشاركاتي من2007 حتى 2010 كانت كبيرة.
لكن رغم ذلك، فإنك لم تتمكن من المواصلة مرة أخرى رغم الدور الكبير الذي لعبته رفقة بقية اللاعبين؟بالفعل، فقد كنت أريد المواصلة، لكن الإصابة عاودتني مرة أخرى وحرمتني من المشاركة في كأس العالم، لكن على كل حال فأنا جد فخور بما قدمته وأنا جد راض به.
وكيف تقبلت قرار الغياب عن كأس العالم رغم كل ما قمت به من أجل تحقيق هذا الحلم؟قضاء وقدر كما يقال، فالإصابة جاءتني في فترة صعبة للغاية والتي
تأثرت لها كثيرا، لكن الحمد له على كل الحال، فكل الشعب الجزائري يعلم
مساهمتي الفعالة في جنوب إفريقيا وفرحة الملايين بذلك تساوي كل شيء عندي.
الناخب الوطني السابق رابح سعدان وجه لك الدعوة رغم الإصابة التي كنت تعاني منها، أليس كذلك؟صراحة، الشيخ سعدان هو الذي وجه لي الدعوة إلى المنتخب رغم
الإصابة التي كنت أعاني منها والتي أشكره عليها كثيرا، ففي تلك الفترة كنت
أمر بظروف جد صعبة، لكن وبعدما عدت إلى المنافسة وأصبحت ألعب بشكل منتظم مع
فريقي، أصبحت أفضل من الناحية البدنية.
وكيف تقيم فترتك تواجدك في المنتخب مع هذا الأخير؟صراحة، لم أحصل على فرص كثيرة رغم المقابلات الكبيرة التي قدمتها
مع السينغال، ليبريا وغيرها، فلم ألعب أساسيا بشكل كبير مقارنة بما كنت
أريده، لكن ما قدمته مع الشيخ سعدان راض عنه والذي تبقى خياراته فوق كل
اعتبار وهو أدرى بها.
وكيف تقيم مرحلة رابح سعدان بالنسبة للمنتخب الوطني من جميع النواحي؟لا يمكن أن نختلف في هذه النقطة، فقد كانت مرحلة جيدة من خلال ما
حققناه، فقد تأهلنا كأس العالم بعدما غابت عنها الجزائر لمدة طويلة وسنوات
انتظرها كل الشعب الجزائر من خلال تقديمنا لمواجهات كبيرة، كما وصلنا إلى
الدور نصف النهائي من كأس أمم إفريقيا والتي كانت تاريخية بالنظر لكثير من المعطيات.
لكن مشاركتكم في دورة جنوب إفريقيا لم تكن موفقة بنسبة معينة؟ليس بالضبط، فصحيح مشاركتنا في هذه التظاهرة لم تكن نتائجها كما كنا نريد أو نأمل، لكن يجب القول بأن ما حققه المدرب رابح سعدان مع اللاعبين هو بمثابة حدث وإنجاز يجب التأكيد والوقوف عنده.
بعدها جاءت فترة عبد الحق بن شيخة، كيف رأيتها بالرغم من أنك لم تكن طرفا فيها؟قبل هذا، سأقول لك شيئا..
ما هو؟بعد مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم، المرحلة الموالية كانت
جد صعبة لسبب بسيط وهو أن اللاعبين قدموا ما عليهم في عامين ولم يكن تقديم
أكثر مما كان، كما أنه خلال الدورة في حد ذاتها فإنك تجد اللاعبين في حالة
استرخاء كما يقال.
حسب كلامك نفهم بأن بن شيخة لم يكن ليفعل أي شيء عندما أمسك بزمام الأمور؟شيء أكيد، فأي مدرب في تلك الفترة ما كان ليقدر على تسيير الأمور
بشكل مغاير، فصراحة عبد الحق بن شيخة جاء في مرحلة صعبة للغاية ومردود
اللاعبين وقتها كان قد تغير كثيرا للأسباب التي كنت قد تحدثت عنها.
وكيف ترى الأمور في الوقت الحالي مع المدرب حاليلوزيتش؟من جهتي، أسميها مرحلة البناء، فقد لاحظنا بأن هذا المدرب قام
بجلب لاعبين جدد من مختلف البطولات الأوروبية، ويجرب في البعض الآخر، أعتقد
بأنه يجب منحه الوقت اللازم من أجل إعادة تعديل الأمور داخل المنتخب
وجعلها في أفضل حال.
يعني أن المنتخب يسير بشكل جيد مع هذا المدرب؟أعتقد ذلك، فالأمور تسير حسب رأيي في الطريق الصحيح، على العموم
فحاليلوزيتش مدرب أثبت إمكاناته في مختلف النوادي والفرق التي أشرف عليها
ومعه الآن المنتخب الوطني بدأ يستعيد عافيته وسيكون أفضل في الاستحقاقات
المقبلة.
يجب أن يعلم الجميع بأن الأمور ليست سهلة في إفريقيا منذ مدة،
فالمجموعة التي وقعنا فيها ليست سهلة على الإطلاق وفيها بعض الفرق القوية
والتي تزاحمنا بكل قوة على غرار المنتخب المالي وكذلك بقية الفرق الأخرى
التي لن تكون سهلة المنال، فاللعب في القارة الإفريقية صعب بشكل كبير لعديد العوامل.
وما هي حظوظ الجزائر في التأهل في رأيك؟أعتقد أن المنتخب الجزائري وبالرغم من المنافسة الشرسة التي
سيجدها من قبل كل منافسيه، إلا أنه هو الذي سيحدد مصير المجموعة حسب وجهة
نظري، لكن قبل ذلك يجب أن نكون جاهزين كمت ينبغي حتى نقول كلمتنا ونحقق
الهدف المطلوب.
حاليلوزيتش قدم دعوة للاعبين جدد سواء الذين ينشطون في مختلف البطولات الأوروبية أو في البطولة الجزائرية، ما رأيك في هذه الأسماء؟أعتقد أن حاليلوزيتش حافظ على بعض اللاعبين السابقين والذين
يملكون الخبرة والتجربة اللازمة في الميادين وخاصة مع المنتخب، ثم قام
بتدعيمهم بلاعبين جدد سواء من أوروبا كما قلت أو بلاعبين يلعبون هنا في
الجزائر، صراحة التدعيمات التي قام بها ستقدم الإضافة اللازمة وتعطي للمنتخب دم جديد لا محالة.
قيل الكثير عن اللاعب المحلي وتواجده مع المنتخب من عدمه منذ فترة المدرب رابح سعدان، في رأيك هل تواجد هذا الأخير في المنتخب ضروري أم لا؟اللاعب المحلي أكثر من ضروري في تشكيلة المنتخب الوطني للعديد من
الأسباب، فالمنافسة مثلا سواء المتعلقة بكأس إفريقيا أو العالم تلعب هنا في
هذه القارة وليس في أوروبا، فاللاعب الذي ينشط في البطولة الجزائرية يعرف
كل الخبايا من خلال مشاركاته في مختلف المنافسات الإفريقية مع ناديه، على كل اللاعب المحلي يملك إمكانات كبيرة والمنتخب يتشكل دائما من بعض اللاعبين الذين لا ينشطون في الخارج وهذا أمر واقعي.
بعض الأسماء مثلا التي تستحق التواجد مع الخضر من اللاعبين المحليين؟هناك لاعبون كثر، فعلى سبيل المثال لاعب مثل جابو، أو مفتاح،
لموشية، زماموش، حشود والبعض الآخر برهنوا على قدراتهم وهم يستحقون أن يكون
مع بقية الأسماء التي يريد المدرب الحالي تواجدها في التشكيلة.
هل الجدال القائم حول اللاعب المحلي ينطبق نفسه على المدرب كذلك، هل تعتقد بأن المنتخب يلزمه مدرب أجنبي أم جزائري محلي؟المنتخب الوطني يلزمه حقيقة مدرب كبير، فهو متكون من لاعبين ينشط
أغلبهم في البطولات الأوروبية، حسب ما أرى، المدرب الأجنبي يعتبر أفضل من
المحلي في التعامل مع اللاعبين، خاصة من حيث الجانب التكتيكي، لكن الشيء
الأكيد هو أن المدرب المحلي على شاكلة رابح سعدان قدم الكثير والكثير للكرة الجزائرية وكذلك الحالي حاليلوزيتش والذي أعتقد أنه يملك إمكانات كبيرة ستسمح له بتسيير شؤون المنتخب بالطريقة اللازمة.
مشكلة حراس المرمى أو هوية من يدافع عن الشباك أصبحت الحديث في الآونة الأخيرة، ما هو الاسم في رأيك التي ترى بأنه الأنسب لأن يكون أساسيا؟على كل حال، خيار حراس المرمى صعب، نظرا لما تقدمه بعض الأسماء،
صراحة أظن أن مبولحي يملك إمكانات كبيرة وأضعه كدرجة أولى لكن لا أدري الآن
حقيقة وضعيته مع فريقه، خاصة من حيث مشاركته، الأولية الثانية أمنحها
للحراس زماموش نظرا لما يقدمه مع اتحاد العاصمة ومعرفتي الجيدة به هي التي تجعلني مقتنعا بما أقول، إضافة إلى الحارس شاوشي والذي أضعه معه في نفس المرتبة خاصة وأنه رجع بقوة مع فريقه.
بما أن مجمل حديثنا كان حول اللاعبين وما سيقدمونهم للمنتخب بالرغم من المكان الذي يلعبون فيه، كيف ترى قرار اختيار بعض اللاعبين اللعب في الخليج على غرار قطر والسعودية؟لا أكذب عليك، فأنا لا أستطيع أن أقيم القرار إن كان صائبا من
عدمه، فهم أدرى بالدفاع الذي جعلهم يختارون اللعب هنا، صحيح أن المنتخب
يحتاج للاعبين يلعبون في بطولة أفضل لكن لكل واحد قراره الخاص.
ألا تعتقد بأن اللعب في الخليج سيؤثر في مستواهم ولا يكون في صالح المنتخب؟ربما ذلك، لكن لاعبين مثل بوقرة، بلحاج أو لاعب آخر نحتاجهم
لسنتين مقبلتين أو أكثر من أجل اللاعبين الجدد، نظرا للخبرة الكبيرة التي
يملكونها، لكن عموما أنا أحبذ اللعب في البطولة الأوروبية على أي مكان آخر.
هل من إضافة تختم بها هذا الحوار؟إن شاء الله سيعود المنتخب الوطني إلى مستواه الحقيقي، أتمنى من
كل قلبي أن تسير الأمور بشكل جيد مع فريقي الجديد وأكون في المستوى وعند
حسن ظن الجميع وسأعمل كل ما في وسعي وبقية اللاعبين من أجل إسعاد الأنصار.
المصدر*جريدة الشروق
الرئيسية
موضوع: ياسين بزاز للشروق: غادرت اتحاد العاصمة بسبب كرسي الإحتياط والعشب الاصطناعي 
