تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
الجزائر تعانق فلسطين
رضا محافظي 11 أبريل 2006
لطالما ردد الشعب الجزائري – و لا يزال – المقولة التي أطلقها الرئيس
الجزائري الأسبق هواري بومدين : نحن مع فلسطين ، ظالمة أو مظلومة ، و
لطالما كانت الجزائر – و لا تزال – ملاذا آمنا لأعداد كبيرة من العائلات
الفلسطينية التي شردتها همجية سياسة الاضطهاد و القمع الاسرائيلية . لم
يعرف عن هذه العلاقة أي فتور أو برودة و لم تعرف أي استثناء لولا الحالة
الاستثنائية التي عرفتها الجزائر في تسعينات القرن الماضي و التي لم تنته
الا في الفترة الأخيرة بعد أن اثقلت صفحـات تاريخهـا بتفاصيل من الدم و
النـار ستبقى درسا لكل ذي عقل و قلب سليمين . لم يكن متاحا لجزائر مريضة
شبه جاثمة على ركبتيها من وقع ضربات القريبين قبل البعيدين أن تكون في عون
شعب آخر يعاني هو بدوره الأمرَّين ، و لم يكن لها سوى أن يعانق قلبها قلب
أرض الطهر و الشهادة في فلسطين دون أن تمتد لها يد للعون .
قرت أعين الجزائريين اليوم و هم يرون أن بلدهم كان أول البلدان ، أو
من أول البلدان التي سارعت الى تقديم مساعداتها المالية للفلسطينيين بعد أن
قررت مختلف القوى في العالم ، و آخرها الاتحاد الأوربي ، وقف المساعدات
التي كانت تقدمها فيما سبق لهم و ذلك على خلفية فوز حماس في الانتخابات
التشريعية الأخيرة و تمكُّنها من تشكيل حكومة برئاستها.
الانذارات تتساقط على مختلف المكاتب الاعلامية و المكاتب السياسية
في العالم حول كارثة انسانية قد تعرفها فلطسين في غزة خصوصا من جراء قطع
تلك المساعدات التي تأتي موازية للحصار الرهيب الذي تفرضه اسرائيل على
الشعب الفلسطيني عن طريق غلق معابر كانت المنافذ الوحيدة لتزويد
الفلسطينيين بالسلع و المؤن الضرورية للحياة ، و كذا من خلال وقف تحويل
أموال الضرائب التي تعدود للسلطة الفلسطينية . الحجج المقدمة من طرف تلك
القوى متوقعة من طرف كل متابع لكنها في مجملهـا و بكـل تفاصيلهــا لا يمكـن
ان تكـون بــأي حـال من الأحـوال مسوغــا لتجويــع شعب و تعريضه للهلاك .
تأتي المساعدات الجزائرية للفسلطينيين بعد أن استعادت الجزائر
عافيتها الى حد كبير ، لتعود العلاقة بين الشعبين الى طبيعتها و لتكون ،
ربما ، محفزا للهمم العربية و الاسلامية للتحرك لنجدة شعب مهدد بالموت
تكالبت عليه القوى الحاقدة و تخاذل عن نصرته الأقربون . أموال عربية مخزنة
في الخارج تفوق كل تصور لا تستفيد منها لا الشعوب العربية و الاسلامية
المتحررة و لا الشعوب العربية و الاسلامية التي لا تزال تعاني ويلات
الاستعمار و الفقر . أموال أخرى في الداخل ، تنفق يمينا و شمالا لا يتم
تخصيص و لو جزء بسيط منها لنصرة شعب دمه من دمنا و دمنا من دمه ، و ليت تلك
الأموال أنفقت بما يعود بتنمية و لو ضئيلة على شعوب مالكيها