اخواني اعضاء وزوار منتدى محبي المنتخب الوطني
السلام عليكم و رحمة الله
و مرحبا بكم معنا
قبل كل شيء المشجع او المناصر الفعّال و له دور هو من يناصر فريقه او منتخبه في الملعب و ليس وراء شاشة التلفزيون لان المناصرة تكون في الملاعب , و الجمهور الحاضر هو من يرفع معنويات الفريق او المنتخب و الفئة التي يتناولها الموضوع هي جانب من الجمهور المتابع للمنتخب خلف الشاشات و هم الاغلبية فالتشجيع للمنتخب الوطني مفتوح للجميع و لا يقتصر على الجمهور رياضي فقط و فرق بين مناصر و مشجع لناد منا حتى و لو كان خارج الوطن و مناصرة المنتخب الوطني الامر هنا لا يحتاج لمزايدات او اقاويل او مفاضلة , لان الامر يتعلق بسمعة الجزائر و حب الوطن في المقام الاول.
****
الجمهور الجزائري بين الهجران و النكران
استفاقة مريض من غيبوبة طويلة ...
منذ أن عادت الجزائر الى الواجهة الدولية بعد عودة الروح لمنتخبنا الوطني لينسينا السنوات العجاف و النتائج الهزيلة الغير مشرفة التي لطخت السجل الذهبي لجيل الثمانينات , عاد معها الجمهور المناصر القديم ليلتحم مع الجيل الجديد في ملحمة نادرة الحدوث الا في الايام الوطنية اين اجتمع الشعب على لسان حال واحد ,شيخ و شاب , رجل او امرأة و حتى الاطفال كلهم يردد : وان تو ثري فيفا لالجيري .
افراح ام درمان و اخواتها..
و لأول مرة في تاريخ الجزائر منذ يوم الاستقلال يفرح الشعب كفرحته تلك بتأهل الجزائر لكأس العالم و يخرج للشارع و يكسر الطابوهات و الحضر و ترى الاعلام في كل مكان على الشرفات و فوق الرؤوس و السيارات و مرسومة على الجدران في الاحياء الفقيرة قبل الراقية فتكاد تصدق ان كرة القدم فعلت ما لم تقدر عليه الاحزاب من لم الشمل , فنسينا كل المشاكل و هانت في خضم الفرحة و نشوة الفخر بالوطن و حتى "الحراgـة" نقص عددهم و هاجرت بدلهم الفرحة الى المغتربين و ها أنت تراهم يرفعون راية الوطن في بلاد الغربة فخرا و اعتزازا بعد ان كانوا محتشمين في اظهار هويتهم و اصولهم بعد سنوات الجمر التي لطخت سمعة الجزائر .
حسبناه شفاء و ما هو الا انعاش مؤقت ..
لكن دوام الحال من المحال , وكما تألق نجم المنتخب الوطني في سماء البلد بسرعة تراجع نوره كذلك بل أسرع , كلنا يتذكر مباراة مالاوي التي صدمتنا و رغم ذلك قلنا انها مجرد كبوة و راح المدرب يجد الاعذار بالطقس و زمن المباراة فتقبل الجمهور ذلك العذر لحبه لمنتخبه و قال خيرها في غيرها و تجرع كل ذلك كما يتجرع الدواء المر او السم الحلو و تابع تشجيع منتخبه في مبارتي نيجيريا و انغولا و كان صبره خيرا لما فاز الفريق على ساحل العاج فعادت الافراح و عاد معها الامل و قلنا كلنا : " هذا هو مستوى فريقنا المونديالي و مباراة مالاوي يجب ان ننساها و هي مجرد كبوة تحدث لأكبر الفرق " لكن فرحتنا لم تدم لما صدمنا بالمباراة التي جائت بعدها و الكل يعرف تفاصيلها رغم ذلك الجمهور بقي وفيا لمنتخبه و استقبله استقبال الابطال و راح يتطلع لما هو الافضل الا و هو كأس العالم و كلنا شوق بأن نشاهد محترفينا يداعبون الكرة في المباريات الودية فكانت المباراة الاولى هزم فيها الفريق بثلاثية و الجمهور بقي وفي ..ثم هزم الفريق بثلاثية اخرى و بقي الجمهور وفي ..ثم فاز بشق الانفس و بأداء غير مقنع على الامارات الشقيق و بقي الجمهور وفي لمنتخبه...لأن الجميع كان يقول ان المباريات الودية لا اهمية لها لكن الشيء الملفت للانتباه ان منتخبنا لم يسجل ولا هدف ما عدى ضربة الجزاء منذ مباراة ساحل العاج و مرورا بكأس العالم فدق ناقوس الخطر على مصير الفريق لدى المناصرين خاصة انه تلقى اهداف كثيرة و عجز عن التسجيل كل تلك الفترة بأكثر من هدفين .
الجمهور المسكين ..هل هو ضحية ام جلاّد
و مع توالي الانهزامات الغير مشرفة -صراحة - لسمعة المنتخب الوطني و الفرق الصارخ بين مستواه في 2009 و مستواه في 2010 و الذي صدم الجمهور الوفي دوماً لمنتخبه الوطني ,حيث صرنا نتكبد أكبر الخسائر مع اضعف الفرق مع العقم الهجومي الذي عشش فوق رؤوس مهاجمينا في ظاهرة غريبة على المناصر الجزائري لم يشهد مثلها من قبل و السيناريو يتكرر كل مرة و كل مرة الجمهور بقي وفي لمنتخبه حتى طفح الكيل و لما اشتكي و تذمر من النتائج الهزيلة الغير مشرفة يقولون انه هو السبب في الضغط على اللاعبين و أثر عليهم و نسوا في لحظة كل الدعم و وقوفه خلفهم و استقبالهم استقبال الابطال حتى بعد عودتهم بنتائج هزيلة حتى لا اقول غير مشرفة و لم يفهموا بعد ُ ان الجمهور من حقه ان يشتكي و يتدمر لما يرى ما لا يسره و خاصة لما تتكرر الهزائم و يعاتب كما يعاتب الحبيب والاخ و الابن و الصديق الحميم و من حقه ان يشتكي و يتذمر كما يفرح و يمدح و لا احد يتصدق عليه حتى يقال عنه ناكر للجميل.
الجمهور الجزائري هل هو ناكر للجميل ام هجرانه هجران جميل ؟؟
فماذا تنتظر من الجمهور وهو يرى منتخبه يتقهقر اداء و نتيجة و السيناريو يتكرر ؟؟ ماذا تنتظر من جمهور لا يريد ان يرى المزيد من المهازل للجزائر ؟؟؟ ماذا تنتظر من جمهور ان يفعل و يكاد ان يصاب بداء السكري و الضغط الدموي ؟؟؟ هل تنتظر منه ان يخرج للشوارع فرحاً بالنكسات ؟؟ هل تنتظر منه ان يترك عمله و ينتقص من لقمة اولاده ليشتري الرايات و يدور في الشوارع من نشوة الهزيمة ؟؟ هل تريد ان تفرض على فئة منه ان تموت امام شاشة التلفزيون قهرا ؟؟
اعرف الكثير من الاصدقاء و من تحدثت اليهم و لا اعرفهم في دردشة في الاسواق و المحلات و مكان العمل ان غالبيتهم عزف عن متابعة المنتخب او على الاقل لم يعد الامر يهمه و بنفس الحماس من قبل لما كنا نضحي بساعات العمل او نغلق المحلات او نعدل عن الفسحات و من كان يسرب من المدارس و الجامعات لنجتمع حول شاشة التلفزيون لمشاهدة المباراة و ترى الشوارع تكاد تكون خالية و قبلها كانت مملوءة برايات الوطن و الاهازيج و الاغاني الحماسية ..الخ , لأن الاغلبية لم يتنكر لمنتخبه بل سئم ( من حرقة الدم ) و هو يشاهد نفس المسرحية الهزيلة و السيناريو الذي يتكرر و خروج المسؤولين علينا عبر التصريحات بتفسيرات مضحكة مبكية و كأن الجمهور طفل صغير يرضع اصابعه ...فلا نستطيع ان نتهمهم بالنكران للجميل او انهم مناصرو النتائج لأن الامر لا يتعلق بالنتائج و نعرف انكرة القدم فيها ربح و خسارة , بل لأنهم لم يقدروا على متابعة المقابلات خوف من صدمات اخرى و مهازل اخرى و متأكد انهم يتابعون اخبار الفريق عن كثب.
من وجهة نظري الجمهور الجزائري ( اغلبيته و الغير رياضي ) ليس ناكرا للجميل لما قلّت متابعته للمنتخب الوطني او قل الحماس الفيّاض او هجر المتابعة تماماً بل هجرانه هجران جميل الى حين , لا يحق لنا ان نتهمهم بلاّوطنية او النكران او مشجعو النتائج لأن تصرفهم تصرف طبيعي و عفوي و المتوقع و ردة الفعل لما هو حاصل و هو كنوع من العتاب و الرفض للنتائج للمستوى الهزيل حتى تصل رسالته و صوته و هو الاغلبية الصامتة .
دمتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته